[rtl]استراتيجية إنقاذ مصر[/rtl]
[ltr]دعوة عقلاء كل القوى لعلاج جذور الخلاف الأيديولوجي الذي تحول إلى صراع سياسي [/ltr]
[ltr]ستكون نتيجته حرق مصر، ولو فشلنا بغبائنا في مواجهة ما يهدد أمننا فباطن الأرض خير لنا من ظاهرها[/ltr]
[ltr]الموضوع موجود على الصفحة الرئيسية لموقعي: الرئيسية قيادة إسلامية
[/ltr]
[ltr]تمر مصر بحالة انقسام مدمرة، مافيا تسيطر على مفاصل الدولة وتنفق ببذخ لاستعادة عزبتها، وتستغل حكم الرئيس بلا سيطرة كاملة فتدمر وتقتل لتصوره عاجزا فاشلا، وسلاح أمن دولة بيده ملفات الجماعات وله عيونه، فاستطاع تشكيك وضرب القوى بعضها ببعض، ومن وراء الستار مخطط دولي لإدخال مصر في نفق مظلم من أجل شرق أوسط جديد تهيمن عليه إسرائيل بعد فشل السيطرة العسكرية في العراق، فمخطط اليهود تحطيم الدولة ثم إعادة تنظيمها بعملائهم، جاء في البروتوكول الأول من "بروتوكولات حكماء صهيون" (أي دولة تنتكس فيها هيبة القانون وتصير شخصية الحاكم بتراء عقيمة من جراء الاعتداءات التحررية فإني أتخذ لنفسي فيها خطا جديدا للهجوم مستفيدا بحق القوة لتحطيم كيان القواعد والنظم القائمة والإمساك بالقوانين وإعادة تنظيم الهيئات جميعا وبذلك أصير ديكتاتورا على أولئك الذين تخلوا بمحض رغبتهم عن قوتهم وأنعموا بها علينا) وهذا ما فعلوه بروسيا، وقد تولي يلتسين الحكم بدعاية من مهندس الخصخصة اليهودي بتشوبايس الذي وفر الملايين لحملته الدعائية من مجالس إدارات البنوك اليهود (قراءة جديدة لكتاب هنري فورد "اليهودي العالمي" ص67).[/ltr]
[ltr]أخشى أن يكون يوم 30/6 فاصلا، فتفقد مصر كيانها، ويبدأ قتال بين إسلاميين وغير إسلاميين عقوبة من الله على غبائنا وتحركنا لإسقاط الرئيس بلا توافق على رؤية، ثم يتدخل الجيش لإنهاء الفوضى الأمنية، وقد تهاجم بعض القوى الجيش بعنف وتحدث انقسامات خُطط لها وندخل في التيه الصومالي، أو يحسم الجيش الموقف ويرد الأمر للمحكمة الدستورية وتكون نهاية الثورة وقد عادت الدولة لأسيادها، فلن يجد الثوار سندا شعبيا لمواجهة أصحاب العزبة بعد تجربة فاشلة قاسية، وسينجح مرشح المافيا في الانتخابات بكل الطرق، ولن يتركوا العزبة مرة ثانية، ثم نبكي دما ثورتنا وشهداءنا.[/ltr]
[ltr]إن الأمل في عقلاء كل القوى، الذين يدركون فساد النظام السابق، ولمسوا نهب الدولة والبطالة والفقر، ولمسوا تدهور الشخصية والأخلاق المصرية والبلطجة والضياع، ولمسوا فتنا طائفية كان النظام بارعا فيها، ثم وجدوا بعد الثورة الأمة بخير، والمسلم والمسيحي يحمي بعضهم بعضا، العقلاء لا يريدون لمصر أن تحترق، ولا يريدون عودة الفساد تحت عباءة دينية أو غير دينية، فالعقلاء يواجهون التحدي برؤية تجمع الشمل، ويفسر المؤرخ البريطاني توينبي نشأة الحضارة بنظرية "التحدي والاستجابة" فإذا واجه المجتمع تحديا بالزوال قد يستجيب إيجابيا ويغلب عليه رغبة ملحة لتخطي الصعاب، ثم يستغل "المُبدِعين من الأفراد" أو "القادة المُلهَمين" طاقة المجتمع وخوفه من الزوال، فيبلورون مشروعا تستجيبُ له الأكثريَّة، فعلى عقلاء النخب تشكيل فريق عمل لبلورة مشروع يجمع شمل الأمة ويستعيد حضارة مصرنا الغالية، صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ.[/ltr]
[ltr]العقلاء يجعلون من مخلصي ومعتدلي القوى منظومة واحدة وجسدا واحدا، لا قوى متصادمة، فهم يدركون الخطر ويتسمون بالاعتدال والصراحة مع الذات، ودقة تحليل الواقع وحساب الخطوات والشجاعة في مواجهة الغلو الموجود داخل صفوفهم فأدى إلى هذا الصدام.[/ltr]
[ltr]إن الغلو له أصول أيديولوجية، ومشروعي يخاطب العقل لعلاج جذور الخلاف، فالغلو في الدين أدى إلى التخوف من مشروع إسلامي فاشي قاصر يمزق الدولة ويورطها، والغلو المقابل بمهاجمة الدين والسخرية من مشروع يحترم الدين أدى إلى شعور بالهجوم على دين الدولة، فأدى هذا وذاك إلى تحويل الصراع إلى صراع ديني مدمر يُخطط له بذكاء، فغلو الجانبين سبب الضلال والصدام، ومنطق العقل هو الحافظ من الضلال "وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ" يس62،. [/ltr]
[ltr]أوضحت في الباب الثالث خطر الغلو في الدين، وأن إلغاء العقل أمام النقل ليس من الدين، وأوضحت وجوب نبذ الغلو الذي حذر الله منه، وأهمية إعمال العقل الذي أمر الله به وذكر أن إلغائه سبب الضلال، وأهمية التفرقة بين ظني الثبوت والقطعي، وأهمية قياس المصالح والمفاسد، وتقديم القطعي بدلالة العقل على الظني بدلالة النقل، وهذا كلام ابن تيمية في درء التعارض لأن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح، وجمهور العلماء على أن أحاديث الآحاد حتى في البخاري ومسلم ظنية الثبوت، فهذا هو الحق الذي تدعمه الأدلة وأقوال الفقهاء، وأوضحت في الباب الثاني مقومات البناء الحضاري في ديننا، وأهمية إصلاح الدين والأخلاق وتاريخ حضارتنا مقارنة بحضارة الغرب الحاقدة الغاشمة، وفي الباب الرابع أوضحت خطر الكفر والتهاون والتلاعب بأصول الدين، وأهمية احترام دين الأمة من أجل ترابطها، وفي الباب الخامس أوضحت رؤية لمصر الحضارة وأهمية المصالحة الوطنية للاستفادة من خبرات معتدلي النظام السابق بدون ضياع الحقوق.[/ltr]
[ltr]إن أمل الأمة في عقلائها، فعقلاء الإسلاميين لا يلغون العقل، وعقلاء الثوار والنخب الوطنية والإعلامية ليسوا في خصومة مع دينهم، فإذا تناغم العقلاء سنجد أن عقلاء الثوار ذراع الثورة وقوتها، وعقلاء النخب الوطنية عقلها وسياستها، وعقلاء الإعلاميين لسانها، وعقلاء الإسلاميين روحها، وسنجد أن نجاح الثورة في حاجة لقوة رادعة، ولعقل يحلل ويحسب الخطى، فالقوة بلا عقل تسير في طريق مسدود وتمكن لعودة الفساد، والسياسة بلا قوة تضطر للمهادنة، والمافيا تريد العزبة كاملة ولا ينفعها مهادنة، والقوة والعقل بحاجة إلى لسان يعبر، وروح تدرك البعد الحقيقي للثورة، فإن قتلنا فلنا الجنة، وإن فزنا أقمنا حضارة لها روح تحفظها، ففي كتابَيْ "سقوط الحضارة" و"الإنسان ذلك المجهول" توقع الغرب سقوط حضارتهم، لأنها لم تفهم حقيقة الإنسان الذي تُصنع الحضارة من أجله، ولم تلب احتياجاته الروحية وشعوره بضعفه وافتقاره إلى خالقه مهما تمتع بمدنيته. [/ltr]
لو تناغم العقلاء لبحث أسس البناء الحضاري كما يراها الفلاسفة، ووضع رؤية لمصر الحضارة تحترم أهل الخبرة والتخصص ومعايير جودة المؤسسات، سينجحون في تشكيل "ائتلاف وطني" له رؤية طموحة عادلة، لذا أدعو الرئيس مرسي لتحمل مسئوليته وتشكيل فريق عمل يجمع صف المعتدلين على رؤية، ثم يتناغم معه لتشكيل الحكومة وهيكلة الدولة ومواجهة مخاطر الانقسام وكل التحديات وشبح 30/6، وبهذا ننقذ مصر